منذ بداية الأزمة في سوريا وبسبب التدهور والحصار الإقتصادي و غياب الرقابة وانتشار الاستيراد والتصدير غير المشروع، بالإضافة إلى العوامل والتغيرات المناخية، تدهورت جميع قطاعات الإنتاج مما أثر سلباً على الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي. أدت الحرب والنزاعات إلى العشوائية وعدم الامتثال لقوانين وقائية زراعية وبسبب عدم وجود مراكز حجر زراعي، أصبحت عملية استيراد البذار والمبيدات والأسمدة غير قانونية وغير خاضعة للرقابة، حيث أُدخلت إلى المنطقة بذار قمح مجهولة المصدر وبدون إتباع نظام حجر زراعي وغير ملائمة للظروف البيئية للمنطقة، و مبيدات وأسمدة كيميائية نسبة المادة الفعالة فيها متدنية جداً، كما أنها تضر بالبيئة. كما كانت إحدى أهم العوامل هي الممارسات التقليدية الخاطئة والغير مواكبة للحداثة والتطور في مجال الزراعة، حيث أصبحت الوحدات الإرشادية الريفية غير فعالة ولا تقدم أية مساعدات، لا استشارية ولا عينية. مما أدى إلى توجه المزارعين إلى استخدام أساليب عشوائية وغير قانونية حيث استخدموا بذار ومبيدات وأسمدة غير معتمدة في الزراعة، وأيضاً لم يتم تطبيق  الدورة الزراعية في الاراضي.    وكان للتغير المناخي دوراً كبيراً في التأثير على الزراعة في المنطقة ومن أهم تأثيراتها الجفاف بسبب قلة الامطار وزحف التصحر الى المناطق الزراعية  حيث أصبحت منطقة الاستقرار الثالثة عرضةً لعدم قابيلتها للزراعة كما امتدت آثارها إلى مناطق الاستقرار الأولى والثانية  بالإضافة الى قطع تركيا لحصص سوريا من مياه الأنهار  مما أدى الى قلة الموارد المائية   ومواجهة المزارعين صعوبة في توفير المياه وهذا ما أثر بشكل كبير ومباشر على الثروة الحيوانية والتي تعتبر من أهم موارد شمال وشرق سوريا، ويُعتمد عليها كجزء هام من الأمن الغذائي.

خارطة: تبين توزع مناطق الاستقرار الزراعي في سوريا

يحتل القمح المرتبة الأولى من بين المحاصيل الزراعية في شمال شرق سوريا وقد أظهرت تراجعاً في الإنتاجية بسبب العوامل المذكورة آنفاً، ومن أهم الاصناف المعتمدة في شمال شرق سوريا والتي يتوجه المزارع إلى شرائها بحكم انتاجيتها العالية وقلة تكلفتها مقارنةً مع الأصناف المستوردة التي تدخل بطرق غير شرعية وغير موثقة بإحصائيات وجداول وخرائط، والأصناف المعتمدة هي: الأصناف القاسية شام1,شام3 ,شام5 ,شام7 ,دوما1,دوما 3 ,بحوث9 , بحوث11 ,اكساد65 الاصناف الطرية : شام4 , شام 6 , شام 10 , دوما 2 , دوما 4 , دوما 6 , بحوث 4 , بحوث 8 , بحوث 6 , بحوث 10 ومن أهم أصناف الشعير المرزعة والمعتمدة في سورية: فرات2، فرات 3، فرات5، فرات6، فرات 7، عربي أسود، عربي أبيض محسن، عربي أبيض، أكساد 176. وكما هو موضح في الجدول 1 و 2 حيث يعبر الجدول عن الكتيب الأخير لاعتماد أصناف القمح الطرية والقاسية الصادر عن وزارة الزراعة السورية.

وهنا بإمكاننا اللجوء إلى عدة تدابير واجراءات تساهم في الحد من هذه المشاكل والممارسات التي تشكل عبئاً وعائقاً أمام تحسين القطاع الزراعي بشكل عام. فعلى صعيد استيراد المدخلات الزراعية سيكون تجهيز مراكز حجر زراعي على الحدود الحل الأمثل للحد من ادخال البذار والمبيدات والأسمدة غير المتوافقة مع ظروف المنطقة ولا سيما قد واجهت المنطقة انتشاراً واسعاً للنيماتودا بسبب صنف البذار المسمى تايغر. وكجزءٍ من التدابير ورفع الوعي وتصحيح المفاهيم الزراعية الخاطئة لدى المزارعين، باستطاعتنا تفعيل الوحدات الإرشادية الريفية وتقديم تدريبات واستشارات وجعل الوحدة ملاذاً آمناً و ذو مصداقية حيث يلتجأ إليها المزارع في حال مواجهته لأي عقبة يعجز عن تجاوزها. ويجب ألا ننسى الحملات الواسعة حول ترشيد استهلاك المياه في القطاع الزراعي وتشجيع وحث المزارعين على استخدام طرق الري الحديثة التي بدورها تساهم في الحد من مشكلة نقص المياه، بالإضافة إلى تزويد المزارعين بالمدخلات اللازمة لتطبيق هذه الطرق. ومن الحلول التي تعزز من خصوبة التربة التربة هي استصلاح الأراضي كخطوة مبدئية عن طريق قلب التربة والبدء بتشجيع المزارعين على تطبيق الدورة الزراعية أما بخصوص التلوث البيئي والتغير المناخي، والذي له باع طويل في التأثير السلبي على الإنتاجية وبالتالي على الأمن الغذائي، فبإمكاننا التطرق إلى بعض الأساليب التي من شأنها المساهمة في الحد من هذه العقبة، وعلى سبيل المثال، نشر وزراعة مصدات الرياح التي تقوم بالمساهمة في وقف زحف التصحر في منطقة الاستقرار الثالثة، والتوجه إلى استخدام الأسمدة العضوية.

وهنا ننوه أن مركز دعم الاستقرار هو مركز غير حكومي وغيرربحي . تأسسس عام 2021، ويسعى من خلال رؤيته للوصول إلى مجتمع آمن ومستقر وتنموي ونخص بالذكر بعض من المبادرات والمشاريع التي قام بها المركز :

  •  زراعة الأشجار في عدة مدارس في مدينة القامشلي بهدف زيادة الرقعة الخضراء في المدينة وتوعية طلاب المدارس بحماية البيئة.
  • عقد مركز دعم الاستقرار منتدى حواري بحضور 50 من منظمات المجتمع المدني لدعم ومناصرة القضايا البيئية والتحديات التي تواجه منظمات المجتمع يوم 10/6/2022 والخروج بتوصيات لمواجهة الصعوبات والقيام بنشاط تشاركي يهدف إلى خدمة البيئة.
  • إبرام اتفاقية تعاون مشترك مع منظمتين محليتين تعملان على إجراء البحوث والدراسات والأنشطة في مجال البيئة والمياه بهدف دمج الخبرات وتعزيز وتنشيط أساليب حماية البيئة.
  • نفذ مركز دعم الاستقرار مشروعًا لدعم مربي الماشية "دعم تعافي مربي الماشية المتضررين من الجفاف واستعادة سبل عيشهم" بدعم من منظمة اكتد الدولية.
  • عقد ورشة عمل للبلديات الريفية حول آلية تجهيز الشتلات الشجرية بالتعاون مع منظمة جدائل الخضراء.
  • تقييمات سوق القمح والجبن والألبان على مدى ستة أشهر مع IMMAP


لتحميل المقال كاملاً